وأصر ربّانها على مقاومة جاذبية الأرض فإنه ساقط بها لا محالة وسيتحطم كل شيء ويُباد كل من فيها بتأثير قانون طبيعي هو جاذبية الأرض ، وكذلك الحال مع بعض قوانين وسنن الحياة الاجتماعية وأبرز مثال على ذلك هو الدين كناموس من النواميس التي تُعتبر اتجاهاً ومساراً لا بد لأي مجتمع إنساني من أن يمضي فيه وأن يتخذه سبيلاً ، يقول عز وجل : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) الروم ـ ٣٠ وهو ينصّ هنا نصّاً على أن الدين هو جزء من أجزاء الإنسان خلقةً وتكويناً وانتزاعه منه أمر لا يستقيم مع الخلقة الفطرية له. أن مجتمعاً ما قد يحاول أن يلغي الدين تحت أي شعار وتحت أية مَقولةٍ كانت ، فمرة شيوعية ومرة تقدُّميه ومرة أخرى تحت راية العلم والمدنيّة والتحضُّر ، وقد يستمر في تحدّيه هذا لأَمَدٍ قد يطول أو يقصر ولكنه لن يستطيع الإستمرار في تحديه هذا لأن طبيعة الأشياء سوف تحكم بالحكم الذي أودعه الله تعالى فيها وسيّرها ونظم أمرها بموجبه. وقد كانت نظرة الدين الإسلامي إلى المجتمع الإنساني هي أن الله تعالى قد خلق الأرض والإنسان ومن ثم استخلف الإنسان على الأرض وما فيها ليقوم بدور الخليفة لله تعالى فيها. وكما تلاحظ فقد كان هناك إنسان وطبيعة منذ أن جاء الإنسان