يترك بصماته على المجتمع بشكل عام فيصوغ ملامحه ويعطيه شخصية جمعيّة فيجعل منه أمّة مؤمنة تعمل الصالحات أو يجعل منه أُمَةً تتّخذُ آيات الله هُزُواً وتعمل السيئات مغرورة بالحياة الدنيا ناسيةً لله تعالى ، وكلَّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته ، كما قال رسول الله (ص) ، أعمالٌ تصبّ في النهاية في مجرى السّنن والنواميس التي تحكم حركة وتطوّر المجتمع.
ومن هذه السُّنَن يبرز نوعان أساسيان ، الأول منهما هو ما يعتبره القرآن الكريم إتجاهاً ومساراً للمجتمع لا مناص له عنه ، قانون أو ناموس قد يقبل التحديّ والمقاومة ولكن ليس إلى غير نهاية ، بل أن مخالفته ستصل إلى حدود ثم يضطر المجتمع إلى الانسياق مع هذا القانون ومسايرته ، فإذا أصر على ماقاومته فإنه سوف يتحطم ويتلاشى أشبه ما يكون بالطائرة التي تحلّق في الجو وهي تقاوم جاذبية الأرض ، فلقد انتبه الإنسان لوجود قوة أو ظاهرة إسماها بالجاذبية الأرضية واكتشف قوانينها ثم استطاع أن يتغلب على جاذبيتها باستخدام قوانين ميكانيكية الحركة والمقاومة وتأثير إختلاف الضغط على السطوح المختلفة فصنع طائرة واستخدم فيها الوقود ، وتغلب على جاذبية الأرض وقاومها ولكن إلى حدّ توفّر الوقود في الطائرة ، فإذا لم تهبط عند نفاد الوقود