لقرون عديدة وما قد يحصل نتيجة قراءتها فإنني قد أحرقتها. أحَلتُها إلى رماد حتى لا تُغري أحداً باستعمال الأعمال السحرية الخفية للبحث عن الصيغة الکاملة لتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة (Transmutation) أما بخصوص ذلک التمييز أو الإدراک الذي يمکن تحصيله بمراقبة النجوم والکواکب فأُحبُّ أن أُنبِّهک إلى التالي : بتحاشي أية تصورات تنبع عن الهوى ، فإنک ومن خلال الحکم الصائب قد تحصل على بصيرة في رؤية المستقبل إذا التزمت بأسماء الأماکن التي تتناسب مع التشکيلات الکوکبية. وبالإلهام فإن الأماکن والهيئات سوف تعطي الخصائص الکامنة وأعني بذلک تلک القوة التي بحضورها فإن الماضي والحاضر والمستقبل يمکن أن تُدرک کأبدية والتي بتجلّيها للعيان فإنها تحتوي عليها جيمعاً ].
وهذا الکلام الأخير يعيد إلى أذهاننا ما سبق وإن ذکرناه عن تجربة بعض المستبصِرين المتأخّرين ممن حاز تلک الموهبة على رؤية المستقبل ( أو الماضي مما لم يطّلع عليه ) فيما نقلوه من أنهم يصيرون في حالة ينبسط فيها وعيُهُم على مساحة أوسع من الزمن حتى لتشمل الماضي والحاضر والمستقبل.
ويقول نوستردامس لأبنه في مکان آخر من رسالته إليه : ـ