برع بها وطوّرها الحکماءُ الأقدمون في مصر وبابل واليونان وذلک عندما أخبره بأنه قد أحرق عدداً من الکتب الخاصة بها ، وقد بات من المؤکد عند الکثيرين من دارسي هذا الرجل بأنه کان يقتني من تلک الکتب العدد الکثير. وقد کاد أن يصرح باستعماله للسحر عندما قال لإبنه ( في النص الذي سنذکره أدناه ) بأنه يجب أن يتجنب استعمال السحر المقيت الذي استنکره الکتاب المقدس ، وهو کلام يحمل معنىً ضمنيّ وهو أن من السحر ما هو مطلوب مباح وجائز في نظره ولکنه خشي من أن تقع هذه العلوم بيد من يسيء إستعمالها أو تخلط عنده الأمور ولذلک فإنه أحرق الأخضر واليابس وتخلص منها.
يقول نوستردامس في رسالته لإبنه قيصر : ـ
[ قبل کلِّ شيء تجنّب الباطل في ذلک السحر المقيت الذي استنکره الکتابُ المقدس ، واستثن فقط إستعمال التنجيم المرخَّص به ، لأنني بواسطة الأخير وبمساعدة الکشف والوحي الإلهي والحسابات المستمرة فقد وضعتُ تنبؤاتي. وخشيةَ أن تُدانَ فلسفةُ المعارف الخفيّة هذه وتُتَّهمَ بسوء فإنني لم أرغب في أن أجعل مضمونها المرعب الرهيب مکشوفاً أو معلوماً. وکذلک فخوفاً من أن تُکشَف تلک الکتب العديدة التي أُخفيت