الحسن الفاضل (١).
ثم مات الحسن ولم يدع ولدا ذكرا ، واختلف هؤلاء الذين كانوا على ولايته.
فقال قوم منهم بولاية جعفر بن علي ، وأنكروا امامة الحسن في حياته. وقالوا : قد امتحناه فلم نجد عنده علما. ولما أن مات ولم يدع ولدا احتجوا بعد ذلك ، وقالوا : لا يكون الإمام إماما إلا وله خلف وعقب. وحاز جعفر بن علي (٢) على ميراث أخيه بعد دعاو ادعاها من قال بامامته ، من حمل زعم انه ترك في بعض جواريه ، ومنعوا من تسوية ميراثه حتى بطلت دعاواهم وانكشف أمرهم عند الخاصّ والعام والسلطان.
ثم تفرقوا فرقا كثيرة.
وقال قوم منهم كما ذكرنا بامامة جعفر بن علي ، وقالوا : بعده بامامة ابنه علي واخته فاطمة بنت علي.
__________________
الدفعة الاولى من المدينة إلى بغداد فقلت له : إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك؟
قال : فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : ليس حيث ظننت في هذه السنة.
فلما استدعى به المعتصم سرت إليه فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من الامر بعدك؟
فبكى حتى اخضلّت لحيته ، ثم التفت إليّ ، فقال : عند هذه يخاف عليّ. الامر من بعدي إلى ابني عليّ.
(١) ومما يدل على إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهالسلام :
ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن بشار بن أحمد البصري ، عن علي بن عمر النوفلي ، قال : كنت مع أبي الحسن عليهالسلام في صحن داره فمرّ بنا محمد ابنه ، فقلت : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟
فقال : لا ، صاحبكم بعدي ابني الحسن.
وعنه ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد القلانسي ، عن علي بن الحسين بن عمرو ، عن علي بن مهزيار ، قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام. إن كان كون ـ وأعوذ بالله ـ فإلى من؟
قال : عهدي إلى الاكبر من ولدي ـ يعني الحسن عليهالسلام ـ.
(٢) وهو المعروف بجعفر الكذاب وبعد توبته سمي بجعفر التائب.