ومن هذا المنطق العقائدي أو العقدي ولدت الفتن والملاحم بين الأسرتين القريشيتين .
ولقد حاول المؤلف أن يفصح عن موقف الأمويين ضد مبادىء الإسلام ، فأفاد في الكثير مما كتب .
وحق له أن يتحدث عن مساوئهم وعما عرفوا به من خيانة ، وغدر بالقيم ، واقتراف للكثير من الجرائم الأخلاقية كالزنا ومعاقرة الخمر وإرتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن فضلا عن الاحتيال في الدين ونقض للعهود وكذب على الله وآل بيت نبيه ، واستحلالهم للعن الإمام على الذي فيه يقول الرسول :
من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى .
استعرض المؤلف كل هذه الثغرات الأخلاقية التي تدين بني أمية وتضعهم في موضع غير كريم من تاريخ الإسلام . إلا أني كنت أحب أن يفلسف الخلاف بين الهاشميين والأمويين . وأساس هذا الخلاف الذي تفاقم خطية في العهد الأموي أن الإمام علي ومن حوله ومن بعده من الهاشميين كانوا يمثلون المعسكر المثالي في الإسلام الذي يؤمن بالمثل والمبادىء والقيم وهو المبدأ الذي يؤثر فيه المثاليون القيم الإسلامية على حظوظ الدنيا . بينما كان الأمويون يمثلون المعسكر الواقعي المتطرف الذي لا يرى الأشياء إلا بالمنظار المادي وأتباع هذا المعسكر يضحون بكل شيء من أجل الدنيا ، ولا بأس عندهم من أن يبيعوا دينهم من أجل عرض زائل من الدنيا .
ولا مانع في نظرهم أيضاً من اصطناع الكذب والخيانة والرشوة وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ليصلوا إلى دنياهم بالطريق غير المشروع .
والتاريخ شاهد على هذه الآثام التي أرتكبت على حساب الدين .
وهل هناك أفظع من
التحايل على الإسلام حين رفع معاوية وعمرو وصحبهم