فأخلاق الهاشميين أخلاق تعتمد على الإباء والنجدة والمروءة والسؤدد وإزدادت في الإسلام حين بعث إليه حبيبه محمداً كمالا على كمالها وأرتقت أخلاقهم من مراتب النجدة والشجاعة إلى مراتب الإيثار ، ونكران الذات والعمل بما جاء من آداب المؤمنين في القرآن .
فكان النبي ومن حوله من الهاشمىين وفي مقدمتهم : الإمام على مركز إشعاع لهذه الأخلاق الإسلامية .
أما آل حرب فكانوا أقرب إلى النقيض من هذه الأخلاق على الرغم من كونهم أبناء عمهم ويجمعهم في النسب من قريش عبد مناف بن قصي والد هاشم جد هؤلاء السادة وأمية جد معاوية بن أبي سفيان .
وقد ألمعنا في السطور السابقة أن التنافس بين الأسرتين تحول إلى عداء مستحكم ؛ ولكن هذا العداء لم يكن آتياً من الهاشمىين وكيف يصدر عنهم ؟ وهم : المتخلقون بأخلاق القرآن وفيهم سيد الأنبياء وعلي بن أبي طالب ابن عم النبي ، والعباس بن عبد المطلب عم النبي .
وإنما كان مبعث هذا التنافر والتحدي منبعثاً آل حرب « بني أمية » وسبب ذلك أنهم رأوا أن السؤدد والدين كله في ظاهره وباطنه في الهاشميين وأن هؤلاء حملوهم على الإسلام حملا وقد نالوا منهم في موقعة بدر فقتلوا الكفار من آل أمية كما قتلوا أبناءهم وأعمامهم .
فتحول أنتصار آل هاشم على آل أمية تحت راية الإسلام في موقعة بدر إلى كره عنيف وحقد دفين في قلوبهم .
وتركز هذا البغض والعداء في رواسبهم النفسية ، فكان ما كان من معاداة للإمام علي في الصورة المؤلمة التي بسطتها كتب التاريخ .