وعندما أراد معاوية أن يمهد الأمر ـ من بعده ـ لإبنه يزيد لفق دعاة السوء جملة قضايا لتغطية فسقه وفجوره . نذكر منها ما يلي :
ذكر محمد بن عبيد الله بن عمرو العتبي ، على ما يروى ابن الأثير (١) . « أن معاوية ـ ومعه إمرأته إبنة قرظة ـ نظر إلى يزيد وأمه ترجله . فلما فرغت منه قبلته بين عينيه . فقالت إبنة قرظة لعن الله ساقي أمك .
فقال معاوية : أما والله لما تفرجت عنه وركاها خير مما تفرجت عنه وركاك .
وكان لمعاوية من إبنة قرظة ـ عبد الله وكان أحمق . فقالت : لا والله ولكنك تؤثر هذا عليه . فقال لها سوف أبين لك ذلك . فأمر فدعى له عبد الله . فلما حضر .
قال أي بنى : إني أردت أن أعطيك ما أنت أهله ، ولست بسائل شيئاً إلا أجبتك إليه . فقال : حاجتي أن تشتري لي كلباً فارها وحماراً .
فقال أي بنى : أنت حمار وأشترى لك حماراً ! ! أخرج . ثم أحضر يزيد وقال له مثل قوله لأخيه . فخر ساجداً . ثم قال ـ حين رفع رأسه :
الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة وأراه هذا الرأي . حاجتي أن تعتقني من النار لأن من ولي أمر الأمة ثلاثة أيام اعتقه الله من النار .
فتعقد لي ولاية العهد بعدك ، وتوليني العام الصائفة .
وتأذن لي في الحج إذا رجعت ، وتوليني الموسم .
وتزيد لأهل الشام كل رجل عشرة دنانير .
فقال معاوية : قد فعلت . وقبل وجهه وقال لامرأته ـ بنت قرظة ـ كيف رأيت ؟ » .
__________________
١ ـ الكامل في التاريخ ٣ / ٣١٧ .