قائمة الکتاب
إعدادات
الصّراع بين الأمويين ومبادئ الإسلام
الصّراع بين الأمويين ومبادئ الإسلام
تحمیل
قال لها فاني سأمتحنه قبل المسألة بأمر .
ثم صفر بفرس له فأدلى ثم أخذ حبة بر فأدخلها في إحليله وشده بسير وتركه . حتى إذا وردوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم . فقال عتبة : إنا جئناك لأمر وقد خبأت لك خبيئا اختبرك به . فانظر ما هو ؟
فقال : ثمرة في كمرة .
فقال : أبين من هذا ؟ .
قال : حبة بر في إحليل مهر .
قال صدقت . أنظر الآن في أمر هذه للنسوة . فجعل يدنو من واحدة واحدة منهن ويقول انهضي حتى صار إلى هند فضرب على كتفها وقال : أنهضي غير رقحاء ولا زانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية » . ولا ندري كيف اهتدى ذلك الكاهن إلى حبة البر في إحليل المهر ! ! وإلى هند ـ دون سائر النساء ـ فأثبت « طهرها » وبشرها بغلام إسمه معاوية ؟
إن كل ما نستطيع أن نقوله عن هذا « الكاهن » إنه خرافي من نسيج خيال المدافعين عن هند والمعتذرين عن عهرها الذي يذكره مؤرخو المسلمين . وما يصدق على القصة الآنفة الذكر يصدق على زميلتها التي تروى « إسلام » معاوية قبل عام الفتح .
ذكر الواقدي على ما يروي ابن حجر العسقلاني (١) . « أن معاوية أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح » .
وما ينطبق على ما ذكرناه من الأخبار ينطبق على أخبار أخرى مشابهة وفي مقدمتها الاستدلال بسيماء معاوية ـ وهو في طفولته ـ على سيادته قومه بنظر أعرابي ، وعلى سيادته العرب قاطبة بنظر أمه هند . قال ابن حجر العسقلاني (٢) .
__________________
١ ـ الاصابة في تمييز الصحابة ٣ / ٤١٢ ـ ٤١٣ .
٢ ـ المصدر نفسه ٣ / ٤١٢ ـ ٤١٣ .