ولماذا لم يستشهد بها المسلمون أثناء الفتنة الكبرى التي أدت إلى مصرع ثالث الخلفاء الراشدين ؟ !
ولماذا لم تتذكرها السيدة عائشة وطلحة والزبير ـ مع مكانتهم من رسول الله فيحجمون على الخروج على الإمام وشق عصا المسلمين ؟
ولماذا لم يستشهد بها أبو موسى الأشعري حينما كان يخذل أهل الكوفة عن نصرة الإمام ؟ . يضاف إلى ذلك أن تلك « الأحاديث » تتناقض هي وكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية . كما أنها لا تنسجم مع الذوق الإسلامي وسيرة الرسول .
جاء في سورة البقرة « وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » .
وفي سورة المائدة « إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم . . »
وفي سورة المجادلة « لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ » .
وفي سورة الممتحنة « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ » .
أما الأحاديث التي تفند « الأحاديث » الآنفة الذكر فإلى القارىء طرفاً منها : ذكر مسلم ابن الحجاج (١) عن ابن مسعود بأسانيده المختلفة « أن رسول الله قال : ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدرون بأمره . ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون . فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ؛ ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن » .
وجاء عن أبي سعيد الخدري أنه قال : « سمعت رسول الله يقول : من رأى
__________________
١ ـ صحيح مسلم ١ / ٣٨ ـ ٣٩ .