وكان عمرو أحد الذين تعقبوا زينب بنت النبي حين خرجت مهاجرة ـ من مكة إلى المدينة ـ وقرعوا هودجها بكعوب رماحهم حتى أجهض جنينا ميتا من بعلها أبي العاص بن الربيع قبل إسلامه . وقد روى الواقدي وغيره من الرواة .
إن عمروا هجا رسول الله واتهم بالتعاون مع آخرين أمثال : عقبة بن أبي معيط كانوا يؤذون رسول الله بأيديهم ويلقون القاذورات في مصلاه والعوسج على رأسه .
وعمرو هو القائل يوم أحد عندما حارب النبي في صفوف المشركين :
لما رأيت الحرب ينزو شرها بالرضف نزوا |
أيقنت أن الموت حق والحياة تكون لغوا |
حملت أثوابي على عند يبذ الخيل رهوا |
فلما يئس عمرو ، من الانتصار على النبي في الحرب لجأ إلى الغدر والدس والتواري عن الأنظار .
قال عمرو نفسه على ما يذكر ابن هشام (١) : « لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم : إني أرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا . . . فأرى أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده . فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي . فإما أن نكون تحت يديه أحب الينا من أن نكون تحت يدي محمد فإن ظهر قومنا فنحن من عرفوا . »
وكان عمرو من أكبر المؤلبين على عثمان بن عفان والمخذلين عن نصرته لأنه عزله عن ولاية مصر .
__________________
١ ـ سيرة النبي محمد ٣ / ٣١٧ .