سيقول بعض القراء : ما
لنا وللأمويين ؟ لقد مضى عليهم زهاء ثلاثة عشر قرنا . أليست هناك مواضيع أخرى ـ ألصق منهم بحياتنا الحاضرة ـ تستلزم البحث والاستقصاء ؟ ألا يثير البحث ـ في هذا النوع من المواضيع ـ اختلافا بين المسلمين نحن في غنى عنه في الوقت الحاضر ؟ أليس البحث ـ في هذا الموضوع بالذات ـ ينم عن « رجعية » في التفكير ؟
ان هذا النمط من
التساؤل ينطوى ـ على ما أرى ـ إما على سذاجة في الإدراك ، أو على نفاق وتهافت ، أو أنه يتضمن المغالطة والتضليل ـ كل ذلك بالطبع يتوقف على الجهة التي يصدر منها .
ذلك لأن الأمويين
يلازم تاريخهم الناشئة العراقية ـ بنين وبنات ـ طوال المراحل الدراسية الثلاث : الابتدائية والثانوية والعالية .
وفي أكثر من جانب من
جوانب منهج التدريس : في دروس التاريخ والدين والأدب والمطالعة والنصوص . يضاف إلى ذلك أن الأمويين يطلون علينا ـ بين حين وآخر ـ من نوافذ المنظمات القومية المنبثة في أنحاء القطر وبعض أرجاء العالم العربي .
هذا إلى أن المرء
كثيرا ما يصادفهم في منظوم القول وفي منثوره . فقد تغنى بمجدهم فريق من الكتاب المعاصرين وحن إلى عهدهم رعيل من الشعراء المحدثين .
فالدكتور بديع شريف ،
مثلا ، يشيد بمجدهم في كتابه الممتع « الصراع بين المولى والعرب » والدكتور عبد الرزاق محي الدين يريدها ـ في قصيدته الرقيقة ـ
. . . أما معاوية
|
|
يعلو الاريكة أو
أبو الحسن
|
فلماذا لا يعترض
المعترضون على ذلك ؟ ويعتبرونه رجعية في التفكير ؟ لأنه يدعو إلى ارجاع عهد مرت عليه مئات السنين .