وقد جعل الموالي
الدين مقياسا لاخلاق الناس وميزانا لرفع بعضهم على بعض وأساسا لخضد شوكة الجاهلية عند الأمويين وامشاجهم من الاعراب . فذكروا ـ على ما يقول الجاحظ : « إن العجم حين كان فيهم الملك
والنبوة كانوا : أشرف من العرب ، ولما حول ذلك إلى العرب صارت العرب أشرف منهم .
فنحن معاشر الموالي ـ
بقديمنا من العجم ـ أشرف من العرب . والحديث ـ الذي صار لنا في العرب ـ أشرف من العجم . وللعرب الجديد دون القديم . ولنا خصلتان وافرتان جميعا .
وصاحب الخصلتين أفضل
من صاحب الخصلة الواحدة . »
ومهما يكن من شيء فقد
أوقد الأمويون نار البغضاء بين المسلمين ـ العرب والموالي ـ على رغم أنف الإسلام . فطعن كل منهما في نسب صاحبه وفي دينه وأخلاقه .
فظهرت الشعوبية من
جهة وبرز الره عليها من جهة أخرى .
واحتدمت المعارك
الكلامية بين الطرفين وتفنن كل جانب بلصق التهم بخصمه دون حساب .
وانتشرت كتب المثالب
في كثير من الأرجاء .
وإلى القارىء طرفا من
هذا الوجه من وجوه الحياة الثقافية للمسلمين بعد مصرع الإمام علي بن أبي طالب . ذكر الجاحظ ما نصه :
ونبدأ على اسم الله
بذكر مذهب الشعوبية وبمطاعنهم على خطباء العرب بأخذ
__________________