ولهذا لابدّ من أن يكون المستثنى أيضاً افرادياً.
مدفوعة : بأنّ أجزاء الجمع أو العدد هي كل مرتبة من العدد أو الجمع ، وأمّا أجزاء الكتاب الواحد فهي أجزاء المعدود وليس هو المدخول.
نعم ، في المثنى كما في قولك : قرأت كل الكتابين ، الظاهر هو الاستيعاب لأجزاء الكتابين لعدم مناسبة الاثنين مع التكثر والاستيعاب الأفرادي.
وهذه المحاولة فيها مناقشة من جهات :
أوّلاً ـ انّ تنوين التنكير لا ينافي الاستيعاب الاجزائي لذلك المنكر فلماذا لا يقال اقرأ كل كتابٍ بمعنى تمام أجزاء الكتاب كما في قرأت كتاباً كلّه ، فلابد من عناية اخرى سوف تأتي الإشارة اليها.
وثانياً ـ انّ الظاهر كون الاستيعاب افرادياً في الأداة الداخلة على الجمع لا اجزائياً وإلاّ احتيج إلى ما يعين الجمع في أعلى المراتب ولا معين خصوصاً إذا كان مجرّداً عن اللام كما في أكرم علماء البلد ، فيكون العموم متوقفاً على الإطلاق في المرتبة السابقة لاثبات أعلى المراتب ، وهو واضح البطلان فاجزائية الاستيعاب تنافي كون العموم المستفاد وضعياً بخلاف افراديته.
وثالثاً ـ إنّ لازم هذا أن يكون استفادة العموم المجموعي من أداة العموم الداخلة على الجمع على القاعدة مع انّه على خلاف القاعدة بالاتفاق ، وهذا منبه آخر على كون العموم والاستيعاب في الجمع افرادياً لا اجزائياً.
فالصحيح انّ هناك عمومين عموم اجزائي يرادف جميع وتمام وعموم افرادي يرادف كل فرد ، والأوّل لا يدخل إلاّعلى ما فيه اجزاء ، ومنه الطبيعة الصادقة