الإشارة إلى الخارج ثبوتاً وذهناً الإشارة إلى تمام الوجود الواحد ـ ولو كان واحداً اعتباراً كالمجموع ـ وهذا هو العموم الاجزائي والإشارة إلى كل فرد من أفراد الطبيعة عرضاً والإشارة إلى كل فرد منها بدلاً ومردداً ؛ فلا محالة لابد من دوال ثلاثة لذلك وإن كانت تشترك الدوال في جنس الإشارة إلى تمام الوجود الخارجي ، إلاّ انّ هذا جامع مشترك بين الاشارات نظير جامع الإشارة في أسماء الإشارة ولا يتحقق إلاّضمن أحد أنحاء ثلاثة ، ومن هنا كان لابد من أوضاع متعدّدة ، ويشهد على ما ذكرنا وضوح الفرق بين الإشارات الثلاثة في كل اللغات ، فهناك ( همه ) (١) و ( هر ) وهما للعموم الاستغراقي و ( هر كدام ) ولعله للبدلي في اللغة الفارسية التي تقابل ( كل الاجزائي ) و ( كل الأفرادي ) و ( أي ) في العربية ، فما ذهب إليه الاستاذ والسيد الإمام هو الصحيح.
وبهذا أيضاً يعرف لماذا كانت المجموعية خلاف الأصل ، لأنّ ملاحظة الطبيعة بلحاظ أفرادها بما هي أمر واحد اعتباراً عناية زائدة بحاجة إلى قرينة ، وإلاّ كان مقتضى الأصل انّ الإشارة بالعام إلى افرادها وسوف يأتي مزيد اشارة إلى ذلك.
ثمّ انّ النقطة الرابعة واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان.
النقطة الخامسة : أفاد الاستاذ بأنّ العموم تارة يكون اجزائياً واخرى افرادياً وكل تستعمل فيهما معاً ، فإنّه إذا دخلت على المعرفة أفادت الاستيعاب الأجزائي وإذا دخلت على النكرة أفادت الاستيعاب الأفرادي ، إلاّ انّ هذا لا يرجع إلى اختلاف مدلول الأداة في الموردين ، بل الاستيعاب واحد ، والاختلاف في المدخول ثمّ أفاد في تقريب ذلك محاولتان :
__________________
(١) وهو للاستيعاب الاجزائي وهو العموم المجموعي بحسب الحقيقة حينما يكون المدخول جمعاً.