معنى آخر ـ وهذا تعبير السيد الشهيد قدسسره ـ وإن شئت قلت : بأن يكون اللفظ دالاًّ على كل منهما مستقلاًّ كما في الاستعمال مرتين بحيث يكون هناك دلالتان وكشفان ويكون هذا الاستعمال بمنزلة استعمالين في استعمال واحد ـ وهذا تعبير صاحب الكفاية قدسسره ـ. وهذا هو محلّ النزاع.
ثمّ إنّ الاستقلالية والضمنية في الاستعمال غيرهما في الحكم كما أفاد السيد الشهيد ودفع به اشكال المحقق الاصفهاني ؛ وتمام النكتة انّ استعمال اللفظ في المجموع لا يعني تقيد الطبيعة في كل معنى بالطبيعة الاخرى الذي هو سبب التقييد والضمنية في الحكم بل يعني ارادة مجموع الطبيعتين المهملتين أي الجامعتين بين المطلق والمقيد ، وعندئذٍ يمكن أن يكون كل منهما موضوعاً مستقلاًّ للحكم كما في العام الاستغراقي.
لا يقال : التصور واللحاظ الواحد لمجموع الطبيعتين يستلزم تقيد احداهما بالاخرى لا محالة وهو يستلزم ضمنيتهما في مقام الحكم على هذا المجموع أيضاً.
فإنّه يقال : وحدة اللحاظ والتصور لا تستلزم تقيّد الملحوظ به وإلاّ لاستحال تصور العموم الاستغراقي ، وإنّما ينشأ التقييد والضمنية من وحدة المتصور والملحوظ.
ص ١٥٢ قوله : ( الثالث ما جاء في كلمات المحقق الاصفهاني قدسسره ... ).
صريح كلامه في الحاشية النظر إلى ايجاد المنزل عليه بالوجود التنزيلي ـ كما في تعبير الحاشية ـ أو العرضي والمجازي ـ كما في تعبير المنهج الجديد ـ فليس نظره إلى أصل التنزيل والجعل الذي يتحقق بالوضع.