لو عصاه لم تكن الطبيعة الموجودة بعد الوجود الأوّل منهياً عنها ، وهذا ممكن وليس غير معقول ولا محذور فيه كما هو واضح.
فالحاصل المراد بالانحلالية المبحوث عنها في النواهي شمول النهي للطبيعة الثانية المتحققة بعد تحقق الاولى وامّا ما ذكر من أن يكون فرداً واحداً من الكذب محرماً بدلاً فهذا خلف القاعدة العقلية المربوطة بالجهة القادمة من انّ الطبيعة بنحو صرف الوجود لو تعلّق بها نهي فلا يتمثل إلاّبترك تمام أفرادها ، فكأنّه وقع خلط هنا بين مدلول القاعدة العقلة وبين انحلالية النهي وكونه نواهٍ عديدة.
وبعبارة اخرى : البدلية بالمعنى المذكور تقييد لمتعلّق النهي بالطبيعة والفرد الواحد ينفيه الإطلاق في طرفي الأمر والنهي معاً وإنّما يكتفى في طرف الأمر بالفرد الواحد لأنّ ذات الطبيعة بنحو صرف الوجود حينما يتعلّق به الأمر تتحقق بذلك لا أنّ الوحدة مأخوذة في متعلقه وفي طرف النهي بالعكس لا ينزجر المكلّف عن ذات الطبيعة إلاّبترك تمام أفرادها.
ص ١٨ قوله : ( وتوضيح ذلك : انّ هناك ... ).
في النفس من هذا التحليل ـ المتقدم أيضاً في بحث المرة والتكرار ـ اشكال وقد ينبّه إليه وجدانية انّ الانحلالية في طرف النهي بالمعنى المتقدم شرحه آنفاً أوضح عرفاً ولغة من النكتة المذكورة في تفسيرها بحيث كأنّ ارادة نهي واحد متعلّق بالطبيعة مرة واحدة فيه تقييد لمتعلق النهي بينما النكتة المذكورة هي ظهور تصديقي حالي ـ على أفضل تقدير ـ تقتضي ملاحظة شيء زائد على ذات الطبيعة الملحوظة بنحو صرف الوجود وهذا خلاف الوجدان.
وبعبارة اخرى : البدلية بمعنى ملاحظة الطبيعة بنحو صرف الوجود