ص ٤٢ قوله : ( وهكذا يتلخص انّه في غالب الفروض ... ).
التحقيق هو التفصيل بين ما إذا كان المسافر من نيّته أن يرجع قبل العشرة وإنّما يريد مجرد النية لكي يتم في صلاته ويصوم ثمّ يرجع عن نيته فهذا لا تتأتى منه النية جداً على المسالك الثلاثة في تفسير النية.
وبين ما إذا لم يكن له مثل هذه النية بل المكث عشرة أو أقل في حقه سيّان ، إلاّ انّه لا غرض له فيه وإنّما تمام غرضه منحصر في تصحيح الصوم والاتمام ومثل هذا المكلف الوجدان يشهد بأنّه يتأتى منه النية والقصد خارجاً ، وما أكثر ما يبتلى بذلك بلا حاجة
إلى أي نذر أو شيء ، وهذا الوجدان تفسيره يكون بأحد أمرين :
١ ـ أن يكون المكلّف غافلاً عن كون غرضه يتحقق بنفس النية والقصد والذي يتحقق قبل زمان الفعل المنوي فلا حاجة له إلى فعله ، ومع غفلته عن ذلك يتصور توقف غرضه على المنوي فيقصده أو يشتاق إليه ويريده جداً ، وهذا واضح.
٢ ـ أن يكون المكلّف مدققاً محققاً ملتفتاً إلى ما ذكرناه ومع ذلك يتأتى منه النية ، وذلك لأنّه متوجه حينئذٍ إلى أنّ النية والقصد المذكور لا يكون جدياً منه إذا لم يبن فعلاً على المكث عشرة أيّام فهو ينوي المكث عشرة أيّام جداً رغم علمه انّه في زمان الفعل المنوي لن يحتاج إليه لغرضه في هذا السفر ولكنه يحتاج إليه لكي تكون نياته جزمية جدية في أسفاره الاخرى ، وإلاّ لما أتت نية منه حقيقة ، وهذا الغرض وإن كان مقدمياً ولكنه يكفي في حصول القصد والنية بل والشوق بمعنى الارادة اللازمة عقلاً للأفعال. نعم من لا يبني على هذه النكتة لا تتأتى منه النية والقصد الجدي للاقامة عشرة أيّام كما أفاده السيد الشهيد قدسسره.