بأمر ممكن أو وجب العلم به لم يكن ذلك سارياً إلى المنكشف بأن يصير ذلك الممكن واجباً أو ممتنعاً ، وهذا واضح أيضاً.
الثالث : ـ وهو المهم والأساس ـ وهو الشبهة الفلسفية التي بيّنها السيد الشهيد قدسسره ضمن المقدمتين في المسألة الثانية. ويمكن تقريرها بنحو آخر حاصله : انّ الفعل الصادر من الإنسان عرض ممكن الوجود فما لم يجب لم يوجد فلابد من تحقق علته وهي الشوق المؤكد المستتبع لتحريك العضلات ، وهذا بدوره ممكن كذلك فلابد وأن ننتهي إلى الارادة الأولية الواجبة الذات ، وهذا هو الجبر.
واجيب عليه بما في الكتاب فلا نعيد ؛ إذ لا زيادة عليه.
ثمّ إنّ هذا الحل الاصولي بالتقرير الفني الذي ذكره السيد الشهيد قدسسره فتح كبير ، تظهر ثمرته وبركاته في بحوث فلسفية وكلامية كثيرة :
منها ـ البحث الكلامي المتقدم ، أعني الأمر بين الأمرين حيث يكون الفعل المباشري الصادر من الإنسان منسوباً إليه واختيارياً في الوقت الذي لا يكون فيه تفويض لأنّ نفس السلطنة والقدرة بل الوجود آناً فآناً من قبل الله سبحانه لأنّ الممكن محتاج إلى الفاعل حدوثاً وبقاءً لا حدوثاً فقط ؛ لأنّ نكتة احتياجه وافتقاره إنّما هو في ذاته. فيكون نظير حركة اليد المشلولة بعد ايصال الطبيب للسلك الكهربائي إليه ليصبح سالماً.
ومنها ـ حلّ مشكلة قدم العالم ، فإنّه بناءً على تفسير الاختيارية بالسلطنة ووضوح كون أفعال الله سبحانه اختيارية فلا موضوع لشبهة قدم العالم ، فإنّها مبنية على قانون الشيء ما لم يجب لم يوجد وتفسير صدور المخلوقات عن الله