الكوز فإنّ الإشارة فيه إلى مظروفية الماء في الكوز وثبوت هذه الهيئة والنسبة الظرفية للماء خارجاً ، لا اتحاد الماء مع ما هو كائن في الكوز ـ كما هو ظاهر الكتاب ـ أو تكون النسبة إشارة إلى تحقق الفعل وصيرورته في الخارج كما في ( ضرب زيد ) فإنّ الإشارة إلى خارج الذهن هنا مركزه ومصبه واقعية الفعل وتحققه وصيرورته لا الاتحاد والتصادق بين شيئين ـ كما هو ظاهر الكتاب ـ.
فالحاصل وعاء خارج الذهن والواقعية التي هي قوام الجمل الخبرية التامة أعم من التصادق بين مفهومين أو تحقق هيئة أو نسبة ناقصة في شيء أو تحقق حركة لمسمّى ، والذي هو المناسب لتحقق الفعل وواقعيته كما في الجمل الفعلية.
كما أنّ الفرق بين ( زيد ضرب ) و ( ضرب زيد ) أنّ الاولى تحكي تحقق حركة الضرب من زيد بينما الثانية تحكي تحقق حركة الضرب في الخارج فاعله زيد ، فمركز الإخبار والإشارة يختلف فيهما.
وبهذا أيضاً يمكن أن يفسر عدم صحة زيد وعمر ضرب بل ضرباً ؛ لأنّ مركز الحكاية إذا كان هو زيد وعمر في الجملة الاولى الاسمية واريد الإخبار والحكاية عن صفة أو حركة لهما فلابد من ملاحظتهما معاً فلابدّ من التثنية في الفعل أيضاً بخلاف ضرب زيد وعمر ... لأنّ مركز الإخبار تحقق حركة الضرب والفعل في الخارج امّا من يكون فاعله وانّه متعدد أو واحد فلا أثر له في الإخبار عن تحقق حركة الفعل وصيرورته في الخارج ، والله الهادي للصواب.
ص ٢٨٨ قوله : ( ٣ ـ الجمل التامة الانشائية ... ).
لا ينبغي الاشكال في انّ الانشائية والاخبارية إنّما تكون بلحاظ المدلول التام فالمداليل والنسب الناقصة لا تتصف بالانشائية والاخبارية.