وأمّا علىٰ تعريف الشيخ محمدرضا
المظفر قدسسره
من أنّ العصمة : « هي التنزّه عن الذنوب والمعاصي ، صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ، وإن لم يمتنع عقلاً علىٰ النبي ان يصدر منه ذلك ، بل يجب ان يكون مُنزّهاً عمّا ينافي المروءة ، كالتبذّل بين الناس من أكلٍ في الطريق ، أو ضحك عالٍ ، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام » .
فهو أقرب للشرح ، لا للتعريف.
هذا ما اقتضىٰ ذكره حول تعريف
العصمة في هذه الرسالة ، ومن أراد التوسّع فليرجع إلىٰ كتب هذا الشأن ، وسنذكر نصوص عبارات عدّة من أعلام الطائفة في العصمة إن شاء الله.
لكن من المهم هنا تبيان قول السيد
الطباطبائي الذي ارجع هذه الملكة إلىٰ العلم ، إذ قال في تفسيره « الميزان » تحت عنوان ( كلامٌ في
معنىٰ العصمة ) عند تفسيره للآية المباركة : (
وَلَوْلَا
فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا
يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )
.
( ظاهر الآية انّ الأمر الذي تتحقق به
العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ. وبعبارة اخرىٰ علمٌ مانعٌ
__________________