ولو قال قائل منهم عنادا أو جهلاً كما
قيل من انّ الفعل المضارع الذي هو ( يريد ) ، و ( يذهب ) ، و ( يطهر ) لا ينبئ عن الوقوع ، بل لا يدل علىٰ المستقبل.
قلنا : أولاً الفعل المضارع يفيد الزمن
الحاضر والمستقبل المتصل بالزمن المقال به الكلام ، لا الزمن المستقبل علىٰ الحقيقة ، وللدلالة علىٰ هذا الأخير يضاف علىٰ الفعل المضارع السين أو سوف حسب بعد الزمن وقربه.
ولذا قالوا : ( ويصلح المضارع لوقتين
لما أنتَ فيه ، ولما لم يقع كما يقول المبرّد أي للحال والاستقبال ) .
مع انّ الفعل المضارع كثيراً ما يستعمل
حتىٰ في الماضي فضلاً عن الحال ، قال تعالىٰ : (
إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
) ، وقال تعالىٰ : (
يُرِيدُ
اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ) ، وقال تعالىٰ : ( يُرِيدُونَ أَن
يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللهِ ) .
ومما جعلوا فيه المستقبل في موضع الماضي
قول الصلتان العبدي يرثي المغيرة بن المهلّب :
وانضخ جوانب قبره بدمائها
|
|
فلقد تكون أخا دمٍ وذبائحِ
|
والبيت يستشهد به النحويون علىٰ انّ
المضارع ، وهو يكون ، مؤوّل
__________________