الفصل
الثالث
ما
يخرج عن الإيمان
المؤمن هو الذي يسير بخطىٰ ثابتة
علىٰ درب الإيمان الواضح المعالم ولكن قد يتعرض لعواصف هوجاء من الأهواء والشبهات فتخرجه عن جادّة الصواب ، وتسقطه من قمة جبل الإيمان إلىٰ وادي الكفر السحيق ، وعندئذٍ يصبح فقيراً من الناحية المعنوية بعد أن كان غنياً بإيمانه ، سأل زيد بن صوحان العبدي أمير المؤمنين عليهالسلام
قائلاً : « .. فأيُّ فقر أشدّ ؟ » قال عليهالسلام
: «
الكفر بعد الإيمان » .
وسقوط الإنسان في حضيض الكفر بعد
الايمان إنّما يتم علىٰ مراحل وخطوات ، لا سيّما وأنّ الشيطان يتّبع مع الإنسان سياسة : الخطوة خطوة ! لذلك حذر تعالىٰ المؤمنين من إتّباع خطواته قائلاً : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.. )
، وقال أيضاً : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ
عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) .
______________