وفق مقتضياتهما. قال أبو عبدالله الصادق عليهالسلام : « لا يكون المؤمن مؤمناً حتىٰ يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتىٰ يكون عاملاً لما يخاف ويرجو » (١).
إذا كان الإيمان هو العلم بالشيء مع الالتزام به بحيث تترتب عليه آثاره العملية ، وكان كل من العلم والالتزام مما يزداد وينقص ويشتد ويضعف ، كان الإيمان المؤلف منهما قابلاً للزيادة والنقيصة والشدة والضعف ، فاختلاف المراتب وتفاوت الدرجات من الضروريات التي ينبغي أن لا يقع فيها اختلاف. هذا ما ذهب إليه الأكثر ، وهو الحق. ويدل عليه من النقل قوله تعالىٰ : ( لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ) وغيره من الآيات.
كما ورد في أحاديث أئمة أهل البيت عليهمالسلام الدالة علىٰ أنّ الإيمان ذو مراتب (٢) :
كالذي رواه عبدالعزيز القراطيسي قال : قال لي أبو عبدالله عليهالسلام : « يا عبدالعزيز أنّ الإيمان عشر درجات بمنزلة السلَّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولنَّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست علىٰ شيء حتىٰ ينتهي إلىٰ العاشر » (٣).
وكذلك ما ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : « الإسلام درجة
______________
١) اُصول الكافي ٢ : ٧١.
٢) تفسير الميزان ١٨ : ٢٥٩. والآية من سورة الفتح ٤٨ : ٤.
٣) اُصول الكافي ٢ : ٤٥ / ٢ كتاب الإيمان والكفر باب آخر من درجات الإيمان.