به إذعانُ النَّفس
للحقِّ علىٰ سبيل التصديق وذلك باجتماع ثلاثة أشياء : تحقيقٌ بالقلب ، وإقرار باللِّسان ، وعمل بحسب ذلك بالجوارح ، وعلىٰ هذا قوله : (
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ )
.
وإن قال قائل : إنَّ الله سبحانه قال : (
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ )
والعطف دليل التغاير ، ومعنىٰ هذا
أنَّ العمل ليس جزءاً في مفهوم الإيمان. قلنا في جوابه : المراد بالإيمان هنا مجرَّد التصديق تماماً كقوله تعالىٰ حكاية عن إخوة يوسف : (
وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ )
أمّا أكمل الإيمان فهو أن يعمل حامله بموجب
إيمانه ، ويؤثره علىٰ ميوله وأهوائه ويتجشم الصعاب من أجله لا لشيء إلاّ طاعة لأمر الله .
وصفوة القول إنّ الإيمان برنامج حياة
كامل ، لا مجرد نية تُعقد بالقلب ، أو كلمة تقال باللِّسان بلا رصيد من العمل الايجابي المثمر.
ونخلص إلىٰ القول بأنّ للايمان
مرتبتين ، تعني الاُولىٰ منهما : التصديق بقول « لا إله إلاّ الله محمد رسول الله » وهذا هو الحد الأدنىٰ من الايمان
، وهو الايمان بمعناه الأعم الذي يصدق علىٰ كل من دخل في دين الإسلام مقراً بالله وبنبوة سيدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
______________