عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام.
فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيّد ، ولقد نظم بعض المتقدّمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة (١).
ومنها : ما روي عن داود الرقّي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : حدّثني عن أعداء أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيت النبوّة صلىاللهعليهوآله .
فقال : « الحديث أحبّ إليك أم المعاينة؟ » قلت : المعاينة ، فقال لأبي إبراهيم موسى عليهالسلام : « ائتني بالقضيب » ، فمضى وأحضره إيّاه ، فقال له : « يا موسى ، اضرب به الأرض ضربة » ، فضربها فانشقّ الأرض عن بحر أسود ، ثمّ ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء ، فضرب الصخرة فانفتح منها باب ، فإذا بالقوم جميعا لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودّة وأعينهم زرق ، كلّ واحد منهم مصفّد مشدود في جانب من الصخرة وهم ينادون : يا محمّد ، والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم : كذبتم ليس محمّد لكم ولا أنتم له.
فقلت له : جعلت فداك من هؤلاء؟ فقال : « الجبت والطاغوت والرجس واللعين ابن اللعين » ، ولم يزل يعدّدهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم حتّى أتى على أصحاب السقيفة وأصحاب الفتنة وبني الأزرق والأوزاع وبني أميّة جدّد الله عليهم العذاب بكرة وأصيلا » ، ثمّ قال عليهالسلام للصخرة : « انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم » (٢).
ومنها : ما روي عن الفضل بن ربيع ورجل آخر قالا : حجّ هارون الرشيد وابتدأ بالطواف ومنعت العامّة من ذلك ؛ لينفرد وحده ، فبينما هو في ذلك إذ ابتدر أعرابي البيت وجعل يطوف معه ، فقال الحاجب : تنحّ يا هذا عن وجه الخليفة ، فانتهرهم الأعرابيّ وقال : « إنّ الله ساوى بين الناس في هذا الموضع ، فقال : ( سَواءً الْعاكِفُ
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٨ : ٨٠ ـ ٨٢ ، ح ١٠٢ ، نقلا عن « كشف الغمّة » ٢ : ٢١٤ ، في مناقب الإمام الكاظم عليهالسلام.
(٢) « بحار الأنوار » ٤٨ : ٨٤ ، ح ١٠٤ ، نقلا عن « عيون المعجزات » : ٨٩ ـ ٩٠.