ومنها : ما روي عن إسماعيل بن أبي حمزة قال : ركب أبو جعفر عليهالسلام يوما إلى حائط له من حيطان المدينة ، فركبت معه إلى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد ، فقال له سليمان بن خالد : جعلت فداك يعلم الإمام ما في يومه؟ فقال : « يا سليمان ، والذي بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله بالنبوّة واصطفاه بالرسالة إنّه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته ».
ثمّ قال : « يا سليمان ، أما علمت أنّ روحا ينزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة إلى ما في مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار ، والساعة ترى ما يطمئنّ إليه قلبك » ، قال : فو الله ما سرنا إلاّ ميلا ونحو ذلك حتّى ، قال : « الساعة يستقبلك رجلان سرقا سرقة قد أضمرا عليها » ، فو الله ما سرنا إلاّ ميلا حتّى استقبلنا الرجلان ، فقال أبو جعفر عليهالسلام لغلمانه : « عليكم بالسارقين » ، فأخذا حتّى أتي بهما ، فقال : « سرقتما » ، فحلفا بالله أنّهما ما سرقا ، فقال : « والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لأبعثنّ إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما ، ولأبعثنّ إلى صاحبكما الذي سرقتماه حتّى يأخذكما ويرفعكما إلى والي المدينة فرأيكما » ، فأبيا أن يردّا الذي سرقاه.
فأمر أبو جعفر عليهالسلام غلمانه أن يستوثقوا منهما قال : « فانطلق أنت يا سليمان ، إلى ذلك الجبل » ، وأشار بيده إلى ناحية من الطريق ، « فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فإنّ في قلّة الجبل كهفا فادخل أنت فيه بنفسك تستخرج ما فيه وتدفعه إلى مولى هذا ، فإنّ فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي » ، فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم ممّا سمعت حتّى انتهيت إلى الجبل ، فصعدت إلى الكهف الذي وصفه لي فاستخرجت منه عيبتين حتّى أتيت بهما أبا جعفر عليهالسلام ، فقال لي : « يا سليمان ، إن بقيت إلى الغد رأيت العجب بالمدينة ».
فرجعنا إلى المدينة ، فلمّا أصبحنا أخذ أبو جعفر عليهالسلام بأيدينا فأدخلنا معه إلى والي المدينة وقد دخل المسروق منه برجال براء ، فقال : هؤلاء سرقوها وإذا الوالي