فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها ، ففعلت وقد قتلها الله ».
ثمّ سرنا حتّى إذا كان وجه السحر قال لي : « انزل يا جابر » ، فنزلت فأخذ بخطام الجمل ، ونزل فتنحّى عن الطريق ثمّ عمد إلى روضة من الأرض ذات رمل ، فأقبل فكشف الرمل يمنة ويسرة وهو يقول : « اللهمّ اسقنا وطهّرنا » ، إذ بدا حجر أبيض بين الرمل فاقتلعه فنبع له عين ماء أبيض صاف فتوضّأ وشربنا منه ، ثمّ ارتحلنا فأصبحنا دون قرية ونخل فعمد أبو جعفر عليهالسلام إلى نخلة يابسة فيها ، فدنا منها وقال : « أيّتها النخلة ، أطعمينا ممّا خلق الله فيك » ، فلقد رأيت النخلة تنحني حتّى جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل وإذا أعرابيّ يقول : ما رأيت ساحرا كاليوم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : « يا أعرابيّ ، لا تكذبنّ علينا أهل البيت ؛ فإنّه ليس منّا ساحر ولا كاهن ولكن علّمنا أسماء من أسماء الله تعالى نسأله بها فنعطى وندعو فنجاب » (١).
ومنها : ما روي عن عبّاد بن كثير البصري قال : قلت للباقر عليهالسلام : ما حقّ المؤمن على الله؟ فصرف وجهه ، فسألته عنه ثلاثا ، فقال : « من حقّ المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت » ، قال عبّاد : فنظرت والله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة فأشار إليها « قرّي فلم أعنك » (٢).
ومنها : ما روي عن المفضّل بن عمر بينما أبو جعفر عليهالسلام بين مكّة والمدينة إذا انتهى إلى جماعة على الطريق وإذا رجل من الحجّاج نفق (٣) حماره وقد بدّد متاعه وهو يبكي ، فلمّا رأى أبا جعفر عليهالسلام أقبل إليه ، فقال له : يا ابن رسول الله ، نفق حماري وبقيت منقطعا فادع الله تعالى أن يحيي لي حماري ، قال : فدعا أبو جعفر عليهالسلام فأحيا الله له حماره (٤).
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٦ : ٢٤٨ ، ح ٣٨ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ٢ : ٦٠٤ ـ ٦٠٥ ، ح ١٢.
(٢) المصدر السابق ، ح ٣٩ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٧٢ ، ح ١.
(٣) « نفق الفرس والدابّة : مات ». « لسان العرب » ١٠ : ٣٥٧ ، « ن ف ق ».
(٤) المصدر السابق : ٢٦٠ ، ذيل ح ٦١ ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » ٤ : ١٩٩.