الحسن والحسين عليهماالسلام ، وقد خرجا من البيت وأنا معه فرأيت أفعى على الأرض ، فلمّا أحسّت بوطي النبيّ صلىاللهعليهوآله قامت ونظرت وكان أعلى من النخلة وأضخم من البكر يخرج من فيها النار فهالني ذلك ، فلمّا رأت رسول الله صلىاللهعليهوآله صارت كأنّها خيط ، فالتفت إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : « ألا تدري ما تقول هذه يا أخا كندة؟ » قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : « قالت : الحمد لله الذي لم يميتني حتّى جعلني حارسا لابني رسول الله صلىاللهعليهوآله » ، وجرت في الرمل رمل الشعاب ، فنظرت إلى شجرة لا أعرفها بذلك الموضع ، لأنّي ما رأيت فيه شجرة قطّ قبل يومي ذلك ، ولقد أتيت بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها ، وكانت الشجرة أظلّتهما ... الحديث (١).
ومنها : ما روي عن سلمان الفارسي رضياللهعنه قال : أهدي إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله قطف من العنب في غير أوانه ، فقال : « يا سلمان ، ائتني بولديّ : الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا العنب » ، قال سلمان الفارسي : فذهبت إلى منزل أمّهما فلم أرهما ، فأتيت منزل أختهما أمّ كلثوم فلم أرهما ، فجئت فخبّرت النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فاضطرب ووثب قائما وهو يقول : « وا ولداه ، وا قرّة عيناه ، من يرشدني عليهما فله على الله الجنّة » ، فنزل جبرئيل من السماء وقال : يا محمّد ، ما علّة هذا الانزعاج؟ فقال : « على ولديّ الحسن والحسين عليهماالسلام فإنّي خائف عليهما من كيد اليهود ».
فقال جبرئيل : يا محمّد صلىاللهعليهوآله ، بل خفت عليهما من كيد المنافقين ، فإنّ كيدهم أشدّ من كيد اليهود ، واعلم يا محمّد ، إنّ ابنيك الحسن والحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح ، فسار النبيّ صلىاللهعليهوآله من وقته وساعته إلى الحديقة وأنا معه حتّى دخلنا الحديقة فإذا هما نائمان ، وقد اعتنق أحدهما الآخر وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجههما.
فلمّا رأى الثعبان النبيّ صلىاللهعليهوآله ألقى ما كان في فيه ، وقال : السّلام عليك يا رسول الله ،
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٣ : ٢٧١ ـ ٢٧٣ ، ح ٣٩ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤١ ـ ٨٤٥ ، ح ٦٠.