يبكون وهو يخاطبهم بألسنتهم ، فلمّا رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان : أخرجهم ، فأخرجهم يمشون القهقرى إجلالا لموسى عليهالسلام ثمّ ركبوا خيولهم وأخذوا الأموال ومضوا (١).
ومن ذلك : أنّ الرضا عليهالسلام لمّا قدم إلى خراسان توجّهت إليه الشيعة من الأطراف ، فكان عليّ بن أبي أسباط قد توجّه إليه بهدايا وتحف فأخذت القافلة وأخذ ماله وهداياه وضرب على فيه فانتثرت نواجذه ، فرجع إلى قرية هناك ونام فرأى الرضا عليهالسلام في منامه وهو يقول : لا تحزن إنّ هداياك ومالك وصلت إلينا ، وأمّا فمك وثناياك فخذ من السعد المسحوق واحش به فاك.
قال : فانتبه مسرورا وأخذ من السعد وحشّى به فاه ، فردّ الله عليه نواجذه ، قال : فلمّا وصل إلى الرضا عليهالسلام ودخل عليه ، قال له : « قد وجدت ما قلناه لك في السعد حقّا فادخل هذه الخزانة » فإذا ماله وهداياه كلاّ على حدته (٢).
ومن ذلك : أنّ رجلا في الواقفيّة جمع مسائل مشكلة في طومار ، وقال في نفسه : إن عرف معناها فهو وليّ الأمر. فلمّا أتى الباب وقف ليخفّ الناس من المجلس ، فخرج إليه خادم وبيده رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام عليهالسلام فقال الخادم : أين الطومار؟ فأخرجه ، فقال له : يقول لك وليّ الله : « هذا جواب ما فيه » ، فأخذه ومضى (٣).
ومن ذلك : أنّ الرضا عليهالسلام قال يوما في مجلسه : « لا إله إلاّ الله مات فلان » ، ثمّ صبر هنيئة ، وقال : « لا إله إلاّ الله غسّل وكفّن وحمل إلى حفرته » ، ثمّ صبر هنيئة ، ثمّ قال :
__________________
(١) المصدر السابق : ٩٥ ـ ٩٦ ؛ « بحار الأنوار » ٤٨ : ٢٤٩.
(٢) المصدر السابق : ٩٦.
(٣) المصدر السابق.