وغاشية وأمور على خلاف ما كان عليه بالطريق (١).
ثمّ ذكر أحوال مولانا الرضا عليهالسلام قال : وهو أنبههم ـ أي أولاد مولانا الكاظم عليهالسلام وهم سبعة وثلاثون ـ ذكرا وأجلّهم قدرا ، ومن ثمّ أحلّه المأمون محلّ مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوّض إليه أمر خلافته ، فإنّه كتب بيده كتابا سنة إحدى ومائتين بأنّ عليّا الرضا عليهالسلام وليّ عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين (٢).
وقال : قيل للمتوكّل : جرّب فيه ما يقال : إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسين على السباع ، فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره ، ثمّ دعاه فلمّا دخل أغلق الباب عليه والسباع قد أصمّت الأسماع من زئيرها ، فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت ، فتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمّه ، ثمّ ربضت فصعد للمتوكّل وتحدّث معه ساعة ، ثمّ نزل ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة ، فقيل للمتوكّل : افعل كما فعل ابن عمّك فلم يجرأ عليه ، وقال : أتريدون قتلي؟ ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك (٣).
وقيل : إنّ صاحب هذه القصّة هو عليّ العسكري ؛ لأنّ الرضا عليهالسلام توفّي في خلافة المأمون اتّفاقا ولم يدرك المتوكّل (٤).
ثمّ ذكر أحوال مولانا الجواد محمّد التقيّ عليهالسلام وقال : وممّا اتّفق أنّه بعد موت أبيه بسنة كان واقفا والصبيان يلعبون في أزقّة بغداد إذ مرّ المأمون ، ففرّوا ووقف محمّد ـ وعمره تسع سنين ـ فألقى الله محبّته في قلبه ، فقال له : يا غلام ، ما منعك من الانصراف؟ فقال له مسرعا : « يا أمير المؤمنين ، لم يكن في الطريق ضيق فأوسّعه لك ، وليس لي جرم فأخشاك ، والظنّ بك حسن أن لا تضرّ من لا ذنب له » ، فأعجبه كلامه
__________________
(١) « الصواعق المحرقة » : ٢٠٣ ـ ٢٠٤.
(٢) المصدر السابق : ٢٠٤.
(٣) المصدر السابق : ٢٠٥.
(٤) المصدر السابق.