هشام ، نظم :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحلّ والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم |
إذا رأته قريش قال قائلها |
|
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم |
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت |
|
عن نيلها عرب الإسلام والعجم |
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله |
|
بجدّه أنبياء الله قد ختموا |
فليس قولك من هذا بضائره |
|
العرب تعرف من أنكرت والعجم (١) |
ثمّ ذكر أحوال مولانا الباقر عليهالسلام فقال : هو باقر العلوم وجامعه ، وعمر بطاعة الله أوقاته ، وله من مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين ، وكفاه شرفا أنّه قال [ له ] جابر ـ وهو صغير ـ : رسول الله صلىاللهعليهوآله يسلّم عليك فقيل له : وكيف ذاك؟ قال : كنت جالسا عنده ، والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : « يا جابر ، يولد له مولود اسمه عليّ ، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : ليقم زين العابدين فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد فإذا أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السّلام » (٢).
ثمّ ذكر أحوال مولانا الصادق عليهالسلام وفضله وكماله ، ثمّ حكى عن الليث بن سعد أنّه قال : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، فلمّا صلّيت العصر في المسجد رقيت أبا قبيس فإذا رجل جالس يدعو ، فقال : « يا ربّ يا ربّ » ، حتّى انقطع نفسه ، ثمّ قال : « يا حيّ يا حيّ » ، حتّى انقطع نفسه ، ثمّ قال : « إلهي إنّي أشتهي العنب فأطعمنيه ، اللهمّ وإنّ برداي قد خلقا فاكسني ».
قال الليث : فو الله ما استتمّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّة مملوءة عنبا وليس على الأرض يومئذ عنب وإذا ببردان موضوعان لم أر مثلهما في الدنيا ، فأراد أن يأكل
__________________
(١) « الصواعق المحرقة » : ٢٠٠.
(٢) « الصواعق المحرقة » : ٢٠١ ؛ « بحار الأنوار » ٤٦ : ١٢٥.