ـ « اخبرني الرشيد عن آبائه ، وعمّا وجده في كتاب الدولة إنّ السابع من الولد العباس ، لا تقوم لبني العباس بعده قائمة ، ولا تزال النعمة متعلقة عليهم بحياته » ٢١.
وفي تلك الليلة الطويلة وعندما أغمض المأمون عينيه رأى في عالم الرموز والأطياف كثيراً من الأشياء تخطف أمامه كالأشباح الغامضة أمّا هو فكان يهودي في متاهات غارقة في ظلمة كثيفة ... ظلمة تشبه بحراً لا قرار له ولا انتهاء.
ورأى نفسه في قارب متهرئ الأشرعة تعصف به الريح من كل مكان ورأى حبلاً ممدوداً من السماء الى الأرض فتعلّق به ليتجه به لا إلى السماء ولكن الى الشاطئ الصخري القريب ... وانتبه من نومه على شمس أيلول ترسل اشعتها من وراء التلال البعيدة.
فكان أول شيء خطر في ذهنه المتيقظ وهو يحشر نفسه في عالم يضجّ بالوقائع اسم علي .. علي بن موسى ..
هتف المأمون بصوت فيه آثار سهر طويل :
ـ ألم يحضر هرثمة بعد؟
وجاء جواب حارس من وراء ستائر مخملية :