حجرة واحدة ، وقف لمواجهة السلّابين.
قلب فاطمة وهو القلب الوحيد الذي وسع كل ما يموج في تلك الحجرة من آلام ..
وان ذاكرتها مشحونة بكل الملاحم الخالدة ، بكل ذلك التاريخ المثقل بالحزن .. بكل اللحظات المريرة التي عانتها المرأة ... آلام خديجة ، هجرة فاطمة ، وأحزان زينب.
ما تزال العاصفة الهوجاء تصفر بغيظ تريد أن تجتث شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وسمعت فاطمة وهي مستغرقة في تداعيات الزمن الراحل حواراً عند باب الدار :
قال صوت فيه غلظة الجلادين :
ـ انني انفذ أمر الخليفة.
اجاب صوت هادىء :
ـ اذا كان هدفكم سلب النسوة فسأقوم نيابة عنكم بذلك.
قال الصوت الغليظ :
ـ ومن يضمن لي أنك تفعل ذلك .. ان أوامر الخليفة تقضي بسلب النساء حللهن وحليهن الا ثوباً واحداً.