الأمر » ٧.
حل المساء تلك الليلة من اُخريات « المحرّم » ونسائم أيلول الباردة تحمل رائحة النخيل الذي يحف دجلة كأهداب حورية.
ارتدى خليفة ثياباً بيضاء وارتدى فوقها طيلساناً اسود اللون لإضفاء الصفة الرسمية كملك عباسي.
وشهدت النخيل موكباً صغيراً فيه شبّان وفتيات يتجهون نحو « الحرّاقة الأسد » في مرساها بدجلة.
لقد فضل الأمين ركوب زورقه الملكي ، فربما يكون له هيبة الليث وحصّة الأسد.
وبدأ أسد البحر يشق أمواج دجلة صوب الشمال ، وأشار الى جارية أن تغنيه أبيات « أبي نؤاس » التي دشن بها زورقه العجيب ، وراحت الكلمات الشاعرة تتناثر فوق ضفاف دجلة :
سخر الله للأميـن مطايا |
|
لـم تسخـر لصاحب المحراب |
فاذا ما ركابه سـرن بـرّاً |
|
سار في الماء راكبـاً ليث غاب |
عجب الناس إذ رأوك عليه |
|
كيف لو أبصروك فوق العقاب |
ذات ظفر ونسر وجناحين |
|
تشـق العبـاب بعـد العبـاب ٨ |
اشتعلت في اعماقه رغبة في أن يعانق غلامه الاثير ٩ ،