نهاية لها.
أمر الخليفة بنقل اسرته الى قلعة المنصورة ، وكانت حلقة الحصار تشتد.
وفي غمرة الليل البهيم اشتعلت النار في قصور الخلافة قصور بناها المنصور والمهدي ، والرشيد ، تلتهما النار ... الأمين ينظر من فوق « المنصورة » الى الحرائق ، فتحترق معها أحلامها.
ابن الرشيد تموج في أعماقه رغبات مجنونة ، وحملته ذاكرته الى مشاهد من حياة أبيه اللاهية ، وما روته له زبيدة من أقاصيص هارون ، وحكاياته ، وها هي المجانيق تحرق كل شيء أحلامه وآماله ورغباته التي لا تنتهي و ... حياته وهو بعد لم يبلغ الثلاثين.
وفي لحظة يأس مرير ، وفيما كان قادته يفرّون تحت جنح الظلام كتب الأمين الى « هرثمة » قائد القوّات الشمالية :
يسأله التوسط لدى أخيه ، مقابل التنازل عن الخلافة.
وجاء الجواب : لقد « بلغ السيل الزبى » ، و« شغل الحلي أهله أن يعارُ » مع ذلك فاني مجتهد في الاصلاح وسآخذ لك عهداً ، وثيقاً يحفظ لك حياتك ولكن توجه اليّ ليلاً لنتباحث في