اختيارهم؟ إن الامانة أجلّ قدراً وأعظم شأناً ، وأعلى مكاناً ، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بحقولهم أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا اماماً باختيارهم ..
إن الامامة خص الله بها إبراهيم الخليل بعد النبوّة والخلّة ؛ مرتبة ثالثة ، وفضيلته شرّفه بها فقال عز وجل : ( إني جاعلك للناس إماماً ).
فقال الخليل : « ومن ذريّتي »؟
قال الله عز وجل : ( لا ينال عهدي الظالمين ).
فأبطلت الآية إمامة كل ظالم الى يوم القيامة ...
ولم تزل الامامة في ذريّة إبراهيم يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال الله عز وجل : ( إن أولى الناس بابراهيم لَلذين اتبعوه وهذا النبي الأمي والذين آمنوا والله وليّ المؤمنين ) ١٢٩ ، فكانت له خاصّة ، فقلّدها علياً بأمر الله عز وجل على رسم ما فرضها ، فصارت في ذرّيته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان بقوله عز وجل : ( فقال الذين اُتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث ) ١٣٠.
فهي في ولد علي خاصّة الى يوم القيامة إذ لا نبي بعد