الليلة! وأنّه لم يعد يتحمّل أكثر من هذا وأنّ عليه أن يحسم الموقف .. أنْ يعود الى بغداد باسرع وقت ولكن كيف؟!
الطريق الى بغداد محفوفة بالاخطار ، والعباسيون هائجون ، وجريمة المأمون لا تغتفر .. وزير فارسي وولي عهد علوي!
ماذا يفعل إذن؟ هل يقتل ولي عهده؟ سيثور البركان العلوي من جديد » ... بركان لا يهدأ ... هل يخلعه؟ ولكن كيف ، وقد سطع نجمه وعرف الناس شأنه ومنزلته وعلمه ..
وخطر في ذهنه أن يرسل الامام الى العراق وحيداً ليكون وجهاً لوجه أمام أعدائه الألداء! ١١٥ وعندها ستكون هناك نهايته! وفي تلك الليلة أصدر المأمون أوامره بتكثيف الرقابة على منزل الامام ومراقبة كل من يدخل أو يخرج ، وطرد زائريه ممن تشمّ منهم رائحة التشيّع لأهل البيت ، وقطع الطريق على قوافل العلويين الذين يرومون التوافد الى مرو.