أحرفاً وجعلتها اسماً وصفة لمعنى ما طلبت ، ووجه ما عنيت ، كانت دليلة على معانيها داعية الى الموصوف بها .. أفهمت؟
ـ نعم.
واستأنف الامام حديثه :
ـ واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ، ولاحدّ لغير محدود ، والصفات ، والاسماء كلها تدلّ على الكمال ، والوجود ، ولا مثال على الاحاطة ، كما تدلّ على الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس .. لانَّ الله عز وجل تدرك معرفته بالصفات والأسماء ، ولا تدرك بالتحديد ، بالطول والعرض ، والقلّة والكثرة ، واللون والوزن ، وما أشبه ذلك ..
ولكن يدلّ على الله عز وجل بصفاته ، ويدرك بأسمائه ، ويُستدلُّ عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد الى رؤية عين ، ولا استماع أُذن ، ولا لمس كف ..
ولو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدلّ عليه ، وأسماؤه لا تدعوا اليه ، والمعلّمة من الخلق لا تدركه لمعناه ، كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه ولكان المعبود الموحّد غير الله ..