والخلق الثالث : ما كان من الانواع كلّها محسوساً ، ملموساً ، ذا ذوق منظور اليه.
والله تبارك وتعالى سابقاً للحروف ، والحروف لا تدلّ على غير نفسها .. »
وكلّ عقل المأمون وهو يلاحق تدفّق المعاني المذهلة فقال :
ـ كيف لا تدلّ الحروف على غير أنفسها؟!
أجاب الامام :
ـ إنّ الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئاً لغير معنى أبداً ، فإذا ألف منها أحرفاً أربعة ، أو خمسة أو ستة أو اكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها بغير معنى ولم يكن الا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئاً ..
وتساءل المأمون :
ـ كيف لنا بمعرفة ذلك؟
ـ المعرفة في ذلك : إنك تذكر الحروف ـ إذا لم ترد بها غير نفسها ـ فرادى فتقول : أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، حتى تأتي على آخرها ، فلم تجد لها معنى غير أنفسها ، واذا ألفتها وجعلت منها