ـ ولكننا نحتاج أن نحطّ من شأنه قليلاً قليلاً ، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق لهذا الأمر ثم ندبّر فيه بما يحسم عنا موّاد بلائه ١١١.
كانت عيناه تخفيان وقد شعَّ منهما بريق فيه حقد وتآمر ومكر.
ـ وماذا ستفعل يا أمير المؤمنين؟
ـ سأجلب عليه أصحاب الفرق وزعماء الأديان ، أن ركيزته وركيزة شيعته في أنه أعلم الناس فإذا نسفتُ ذلك سقط ادّعاؤه وسقط من أعين الناس ، ويكون خلعه من ولاية العهد أسهل ما يكون! .. ماهي الا أيام ويأتي « عمران الصابئ » ، و« الجاثليق » و« رأس الجالوت » و« الهربذ الاكبر » و« نسطاس الرومي » ، حتى الزنادقة سأحظر أبرعهم في الكلام .. لقد أمرت الفضل ان يجمعهم لي ١١٢.
وعندها أدرك ابن مهران ، ان ما يحصل من مناظرات في بعض الأماسي كانت لها أهدافاً مبيتة من الخليفة ضد وليّ عهده ولقد كان في غفلة عن هذا!!
ومرّت أيام وجاء اليوم الموعود ، وقال المأمون وهو يحدّق في رجال لا تربط رابطة دين أو عقيدة ... كل واحد