وتشوقاً بهذا المطر الوارد عن دعائه ..
ما أخوفني أن يُخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العباس الى ولد علي .. بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره الى ازالة نعمتك ، والتواثب على مملكتك .. هل جنى أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟!
ولأول مرّة يصبح المأمون صريحاً ويكشف عما يموج في أعماقه :
ـ أنت لا تدري يا بن مهران .. لقد كان هذا الرجل ، مستتراً عنّا ، يدعو الى نفسه ، فأردنا أن نجلعه وليّ عهدنا ليعترف بالملك والخلافة لنا ، وليعتقد فيه المفتونون به انه ليس مما ادّعى في قليل ولا كثير ، وان هذا الأمر لنا من دونه ، وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسدّه ، ويأتي علينا منه ما لا نطيقه.
ـ ولكن الأمور تجري في غير مارسمت؟!
ـ هذا صحيح لقد اخطأنا في أمره وأشرفنا على الهلاك بالتنويه على ما أشرفنا ، ولن يجوز التهاون في أمره ..
وسكت قليلاً ثم استأنف حديثه قائلاً :