من ولاية العهد في الفرصة المناسبة .. في ذلك العالم الرخيص حيث يشترى الانسان ويباع الضمير بحفنة من الدراهم ... في هذا العالم كان الامام يمثل نقطة السلام والنقاء.
حتى هشام بن ابراهيم الذي كان يوماً صديقاً للامام اذا به يصبح جاسوساً عليه ينقل أخباره الى الفضل والمأمون!
وكان المأمون وولي عهده يتمشيان خلال الاشجار التي بدا عليها شبح الذبول والجفاف ، حتى اذا انتهيا الى أطراف المدينة وبدت لهما المرتفعات البعيدة قال المأمون :
ـ يا أبا الحسن : إني فكرت في شيء ... فنتج لي الفكر الصواب فيه ... فكرت في أمرنا وأمركم ... في نسبنا ونسبكم .. فوجدت الفضيلة فيه واحدة .. ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولاً على الهوى والعصبيّة؟
نظر الامام الى الأفق البعيد وقال :
ـ إن لهذا الكلام جواباً .. إن شئت ذكرته لك ، وإن شئت امسكت.
أجاب المأمون بلهفة
ـ إني لم أقل ذلك الا لأعرف ما عندك!