٢٢
اصبح منظر الغيوم وهي تعبر السماء « مرو » مألوفاً ولم يعد أحد ينظر بأمل الى تلك القطع البيضاء التي تمخر عباب السماء كسفن تائهة.
الناس وخاصّة كبار السنّ من المزارعين يتهاسمون عن مجاعة وقعت في زمن بعيد .. مجاعة اختطفت منهم الطمأنينة والأمل.
في الليالي كانوا يجتمعون حول المواقد ويتسامرون .. ان السماء قد حبست عنهم نعمة الماء! وكان قلق وخوف من شبح الجوع يطلّ من العيون ولم يكن الشبّان بأسعد حالاً من الشيوخ ، لقد بدا الأمر جادّاً فمرو بل وخراسان كلّها انهارها