١٩
كان القمر بدراً بهياً ، وقد مضى شطر من الليل ، ومن خلال نافذة في القصر ، كان الامام يطلّ على حديقة مغمورة بضوء فضي ، وقد انتصبت اشجار باسقة ، يتخللها جدول قد ارتفع خريره بسبب صمت الليل ... وتقابل الوجهان وجهه ووجه القمر ، وكانت نظرات تموج بعاطفة روحانية تشع من عينيه وانسابت كلمات كثيراً ما كان يرددها في حالة من الاستغراق والمناجاة:
ـ يا كنز الفقراء!
يا منقذ الغرقى!
انت الذي سجد لك سواد الليل ..