وتلا ذلك موكب ولي العهد وقد فوجئ الناس تماماً ولكنهم نهضوا إجلالاً ... كان موكباً متواضعاً فقد كان الامام ممتطياً بغلة شهباء ، مطرقاً برأسه تواضعاً وبدا بحلته البيضاء رمزاً للسلام القادم.
اتخذ المأمون مكانه على دست الخلافة الذي أُلحق بوسادتين عظيمتين لولي العهد.
كان الامام يرتدي عمامة مورّدة متقلداً سيفاً جالساً في مكانه في سكون وطمأنينة واتزان ... لم تصدر عنه أيّة حركة ، ومع ذلك ، فقد بدا نقطة المركز في ذلك التجمّع الرسمي والشعبي الواسع.
حتى عندما تحدّ ث المأمون وأعلن ما ورد في وثيقة ولاية العهد كان معظم الناس ينظرون الى الرضا من آل محمد ، ان الذين حضروا ذلك الاحتفال لابدّ وأنهم اكتشفوا بأن سرّاً ما جعل قلوب الناس تتجه الى الامام بحب!!
كان الامام ما يزال ساكناً ، وكانت سكينته تعكس بجلاء الهدوء المطلق في أعماقه وتركّز وجوده كلّه في نقطة ما .. نقطة لا يمكن أن تكون في الأرض أبداً.
أومأ المأمون الى ولده العباس ٨٨ فتقدّم ليبايع الامام ،