وصلت القافلة الى حديقة مساحتها ميل عربي ٧٣ مربع ، وقد نهض في وسطها قصر منيف ، واتجه الرجل الاسمر الى رخامة بيضاء كتابوت ثلجي ثم توقف عندها .. تحت هذه الرخامة يرقد انسان ملك الدنيا أكثر من عشرين سنة .. انسان كان يخاطب الغيوم المسافرة قائلاً : اينما تذهبين فخراجك اليّ!
انحنى الامام وخط باصبعه على البلاط المرمري في جانب الرخامة البيضاء وقال لمن حوله :
هذه تربتي .. وفيها سأدفن ، وسيجعل الله هذا المكان مزاراً.
قال ذلك ثم اتجه ببصره وعبر المنافذة المشرعة الى الآفاق البعيدة حيث البيت العتيق .. ليستغرق في صلاة طويلة ..
وتقدم الرجل من ذريّة حميد بن قحطبة ، مرحباً بقدوم الامام .. ودلّه على حجرة أنيقة في القصر ليمضي فيها استراحته ، ولم ينس أن يعرض على الامام غسل ثياب السفر.
اخذت إحدى فتيات القصر الثياب وكان فيها قميص من خز.
عادة ما يحمل المسافرون في ثيابهم رسائل أو رقاع أو