إني كذلك لم أزَل |
|
متسرِّعاً نحو الهَزاهزْ |
إنَّ الشجاعةَ في الفتى |
|
والجودَ مِنْ خير الغَرائزْ |
هذا والنبي صلى الله عليه وآله يصوب نظره نحو المسلمين يميناً وشمالاً ويدعوهم إلى مبارزته ، فلم يستجب له أحد .
فقام علي عليه السلام إلى النبي وقال : أنا له يا رسول الله ، والنبي يقول له : اجلس انه عمرو . فقال علي : وإن كان . فأذن له صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاه سيفه ذا الفقار ، وألبسه درعه ، وعممه بعمامته وقال :
« اللهم انك قد أخذت مني عبيدة يوم بدر ، وحمزة يوم أحد . وهذا علي أخي وابن عمي فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين . » ثم قال : « برز الإيمان كله إلى الشرك كله . »
فبرز إليه علي وهو يقول :
لا تعجلنَّ فقد أتاك |
|
مجيبُ صوتِكَ غير عاجزْ |
ذو نيّةٍ وبصيرةٍ |
|
والصدقُ منجي كلَّ فائزْ |
اني لأرجو أن أقيمَ |
|
عليك نائحةَ الجَنائز |
من ضربةٍ نجلاءَ يبقى |
|
صِيتُها بعدَ الهزاهز |
ولما تقابلا قال له عمرو : من أنت . ؟
قال : أنا علي بن أبي طالب .
فقال : يا بن أخي ، ليبرز إلي غيرك من أعمامك من هو أشد منك ، فاني أكره أن أقتلك لأن أباك كان صديقاً ونديماً لي في الجاهلية .
فقال علي ( ع ) : إن قريشاً تتحدث عنك أنك تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث خلال إلا أجبت ، ولو إلى واحدة منها .
قال : أجل .
فقال علي : فاني أدعوك إلى الإسلام .