قال : دع عنك هذه .
قال : فاني أدعوك إلى أن ترجع بمن تبعك من قريش إلى مكة .
قال : إذن تتحدث عني نساء مكة أن غلاماً مثلك خدعني !
قال علي : فاني أدعوك إلى البراز .
قال : اني لا أحب أن أقتلك . . فقال له علي ( ع ) : ولكني أحب أن أقتلك .
وحين سمع عمرو هذه المقالة . هاج به الغضب وأخذه الحماس . فاقتحم عن فرسه وعقره . ثم أقبل على علي ( ع ) . فتنازلا وتجاولا . فضربه عمرو بسيفه . فاتقاه علي بدرقته . فاثبت فيها السيف وأصاب رأسه . فضربه علي على حبل عاتقه . فسقط يخور بدمه .
عن جابر عبد الله الأنصاري أنه قال : « كنت قد تبعت علياً لأنظر ما يكون من أمره . ولما ضربه علي ثارت غبرة شديدة حالت بيني وبينهما . غير أني سمعت تكبيراً فكبر المسلمون عند ذلك . فعلمنا أن علياً قد قتله . وانجلت الغبرة عنهما فإذا علي على صدره يحز رأسه » وفر أصحابه ليعبروا الخندق فطفرت بهم خيلهم إلا نوفل بن عبد الله فإنه قصر به فرسه فوقع في الخندق فرماه المسلمون بالحجارة . فقال يا معشر المسلمين قتلة أكرم من هذه . فنزل إليه علي فقتله .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في قتل علي ( ع ) لعمرو : « لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل أعمال أمتي إلى يوم القيامة . »
وفي
هذه الغزوة كان حسان بن ثابت الشاعر قابعاً مع النساء والأطفال في حصن بعيداً عن ساحة القتال ، وكانت صفية بنت عبد المطلب هناك ، تقول صفية : فمر بنا رجل من اليهود وجعل يطوف بالحصن وقريظة قد قطعت ما بينها وبين رسول الله من العهد وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ورسول الله