عن وقت المغرب فقال : إذا غاب كرسيها ، قلت : وما كرسيها؟ قال : قرصها ، فقلت : متى يغيب قرصها؟ قال : إذا نظرت اليه فلم تره » فيكون الضمير في كرسيها راجعا إلى الشمس بمعنى الضوء ، لإطلاقها عليه وعلى الجرم وعليهما مشبها للقرص بالكرسي للضوء لتمكنه فيه ، بل خبر الربيع بن سليمان وأبان بن أرقم وغيرهما المروي (١) عن المجالس كالصريح في نفي اعتبار الحمرة ، قالوا : « أقبلنا من مكة حتى إذا كنا بواد الأخضر إذا نحن برجل يصلي ونحن ننظر إلى شعاع الشمس فوجدنا في أنفسنا فجعل يصلي ونحن ندعو عليه حتى صلى ركعة ونحن ندعو عليه ، ونقول : هذا من شباب أهل المدينة ، فلما أتيناه إذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام فنزلنا فصلينا معه وقد فاتتنا ركعة ، فلما قضينا الصلاة قمنا اليه فقلنا جعلنا فداك هذه الساعة تصلي ، فقال : إذا غابت الشمس فقد دخل الوقت » وخبر يحيى الخثعمي (٢) قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي المغرب ويصلي معه حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة ، منازلهم على نصف ميل ، فيصلون معه ثم ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع نبلهم » ويقرب منه ما دل (٣) على النهي عن صعود الجبل لتبين سقوط الشمس ، خصوصا خبر الشحام (٤) قال : « صعدت مرة على جبل أبي قبيس أو غيره والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب ، انما توارت خلف الجبل عن الناس ، فلقيت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته بذلك فقال لي : ولم فعلت ذلك؟ بئس ما صنعت ، انما تصليها إذا لم ترها خلف الجبل
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ١٦ ـ من أبواب المواقيت ـ الحديث ٢٣ من كتاب الصلاة.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ١٨ ـ من أبواب المواقيت ـ الحديث ٥ من كتاب الصلاة لكن رواه عن محمد بن يحيى الخثعمي.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب المواقيت ـ الحديث ١ من كتاب الصلاة.
(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب المواقيت ـ الحديث ٢ من كتاب الصلاة وليس فيه كلمة « أو غيره ».